يدور في المواقع العربية وفي أوساط المبرمجين العرب منذ تعلمهم البرمجة نقاش حول لغة البرمجة العربية، لماذا وكيف؟ وعلى الرغم من أنّ الفكرة قديمة قدم لغات البرمجة، إلا أنّ المتناقشين ينقسمون إلى مؤيد ومعارض حتى لفكرة إنشاء اللغة البرمجية.
يقول بعض المعارضين” ما الجدوى أصلا من وجود لغة برمجة عربية”، هل نوجدها فقط من أجل التفاخر والتباهي، ثم لا تجد لها صدى، لماذا يستخدم جميع الناس في العالم يستخدمون لغات برمجة معروفة ونحاول نحن أن نكون مختلفين منعزلين؟ إذ لا توجد لغات برمجة بأي لغة أخرى سوى الإنجليزية، كما انه لا يمكن تصور لغة برمجة بالعربية من اليمين إلى اليسار، ولماذا نبدأ من لماذا نبدأ من الصفر إذا كان غيرنا قد قطع أشواطا كبيرة.
فيرد المؤيدون أنّ الجدوى من وجود لغة برمجة عربية هو الجدوى من لغات البرمجة أصلا، ويمكننا أن نستعملها في تعليم المبتدئين والأطفال، ومخاطبة الآلة بلغة عربية غير غريبة عن المستخدم العربي، ويمكن إيجاد مجالات للاستخدام عديدة بتعدد مجالات البرمجة، وليس بغرض التباهي، والعمل على لغة برمجة عربية، ذات استخدامات واسعة أو محدودة لا يعني أننا سننعزل عن العالم، إذ يبقى استعمال اللغات العالمية ممكنا أيضا، ولن يؤدي تصميم لغة عربية إلى هذه العزلة. أم القول بأنه لا توجد لغات برمجة بغير الإنجليزية، فهو غير صحيح لوجود لغات برمجة مختلفة تستخدم الصينية والكورية والعبرية والأسبانيةو الألمانية والفرنسية والروسية لكتابة أوامرها [1]، هؤلاء الذين قاموا بإنشاء هذه اللغات لم يستغنوا عن لغات البرمجة الشهيرة، كل ما في الأمر أنهم قاموا بإنشاء هذه اللغات لكي تتناسب مع احتياجاتهم وثقافتهم، ليمكن لأي كان تعلم البرمجة دون وجوب تعلم اللغة الإنجليزية. لذلك من الضروري إنشاء لغات برمجة عربية،(وليس مجرد لغة واحدة)، لغات مختلفة تتناسب مع احتياجاتنا المختلفة، دون الاستغناء عن اللغات العالمية المشهورة.
أما القول بأنه لا يمكن تصميم لغة بالعربية، فهو مردود لأن الأمر كان ممكنا في السابق مع لغة بيسك العربية، ولو بصعوبة فرضا، فإنه حتماً يسهل عمله حالياً.
يقول المعارضون مرة أخرى، إنّ الساحة الآن مليئة بلغات البرمجة ومع ذلك فاللغات المسيطرة معدودة على الأصابع. ولا فائدة مرجوة من لغة برمجة عربية جديدة. كما أنّ تعلم لغة أخرى قوية أكثر فائدة لعمل تطبيقات عربية بدلا من عمل لغة برمجة عربية، ويرد المؤيدون بأنّ إنتاج لغة برمجة ستعمق معرفتنا بالبرمجة أكثر من تعلمنا البرمجة في أي لغة. كم أنّ إنّ الشعور بالنقص، سيؤدي إلى قتل الأفكار قبل تطبيقها. فإذا تم تعريب لغة البرمجة سيؤدي حتماً بمشيئة الله إلى توسع استخدام البرمجة وسيصبح لدينا مبرمجون لا يعلمون أي لغة غير لغتهم الأم.. وبالتالي سيصبح هناك مشاريع ومنتجات خاصة يستطيعون بها أن يطوروا من أنفسهم وأيضاً مجتمعهم وأمتهم.
بعد كل هذا فالمعارضون يقولون للمؤيدين، كان الله في عونكم، فتطوير لغات برمجة قوية يحتاج دعما مؤسساتيا وماليا كبيرا ليس من السهل توافره. وحتى إن توفر المال فلا يمكن تعريب كل المصطلحات البرمجية.
يرد المؤيدون على كل ما سبق بأن التفكير بأسلوب الكل أو لاشي، لا يفيد أبدا في التطور، كل الأمور تبدأ صغيرة ثم تكبر، وأكبر مثال تقني على ذلك، محرك البحث غوغل، البعض يستخدم هذا التفكير في الحكم على لغة البرمجة العربية، فإما أن تكون ناجحة من اليوم الأول قوية تحوي كل الخصائص التي تحويها لغات البرمجة السابقة أو لا داعي لإنشاء لغة برمجة عربية، هذا التفكير لن يفيدنا بشيء
من المعقول جدا أن تكون البدايات بسيطة صغيرة تتقدم خطوة خطوة نحو الأمام وبكل ثقة، أي أن يبدأ مشروع لغة البرمجة العربية شخص واحد أو شخصان وهما اللذان يتحكمان بتطوير اللغة وتحديد اتجاهاتها، ويفتح الباب للمساهمة عبر فلسفة البرامج المفتوحة التي لا يتطلب الأمر دعماً مالياً ولا مشاركات مؤسسات حكومية أو خاصة، بل يحتاج الأمر إلى مبادرات فردية، لا سيما مع توفر مواقع لاستضافة مشاريع البرامج الحرة، وأدوات برمجية حرة متوفرة مجانا [2].
إن الاستمرارية شرط أساسي في تطور المشروع، والمثابرة يمكن أن تخرجه إلى النور ولو بعد زمن. كما أنّ فلسفة المصدر المفتوح تسمح بالاستمرار عند الحاجة، إذ أنّ أغلب البرامج الحرة، يستكمل تطويرها أشخاص غير مطورها الأصلي، وتفور المصدر المفتوح للبرنامج يمكن من استكمال التطوير في أي وقت ولو بعد زمن طويل، إذ نلاحظ إعادة إحياء كثير من البرامج الحرة عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، ولو في شكل مشروع جديد، مثلا المدققات الإملائية الحرة Myspell, Hunspell, Aspellتتناسل من أول مدقق مفتوح المصدر ispell.
أما بخصوص تعريب المصطلحات، فإن وجود لغة برمجة عربية سيكون خطوة أولى صحيحة في اتجاه إيجاد مصطلحات عربية تعبر عن عناصر البرمجة.
إنّ الاعتراض على إنشاء لغة برمجة عربية أشبه بالاعتراض على إنتاج سيارة عربية، أو الاعتراض على زراعة أراضينا واستغلالها، أو الاعتراض على أي تصنيع وإنتاج عربي، ما دام أن هناك بدائل أجنبية؟ إذ ما أشد خطورة اعتمادنا فقط على تقنيات الغرب بدلاً من أن محاولة إنتاج تقنيات تناسبنا[2].
— مقتطف من مقال دراسة مقارنة لثلاث لغات برمجة عربية (جيم، زاي، لوغو)
Comments on: "لغة برمجية عربية بين المؤيد والمعارض" (3)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخي
موضوع جميل و شيق
أنا من رايي أن هذا التأييد نابع عن حب للغة الأم
أما هذا الرفض المتعنت الذي لا ينظر بالوجهة التطويرة و نخص بهم الجيل الذي يحبذ اللغات الفرنسية و الانجليزية في تعاملاته
فهو دائما سيبقى تابعا للبرمجيات الغربية و ينتج فيها باسمها مما يقدم ازدهارا لها
متناسيا أنه لو وجدت لغة برمجية عربية بالقوة التي تكفي
فان عالم البرمجة في الوسط العربي سياخذ منحى اخر
و يأخذ استقلالية أكبر و نمو أوسع
ما المشكلة أصلا في وجود لغة عربية 100% !! لا أرى أي مانع .
جزاك الله خير أخي الغالي ما قصرت إنت أمييير !!!
من الواضح إن ما يحرك الناس في هذا الموضوع هو العاطفة اوأنا لا أرى سببا لإنشاء لغة برمجة عربية وللأسباب اللآتية:
1.استخادم الإنجليزية ليس عائقا لتعلم الربمجة لأنها ف ي النهاية اصطلاحات ومن السهل تعلمها وكثير ممن يعملون مبرمجين لا يجيدون الإنجليزية بشكل كبير فهم لن يكتيون شعرا مثلا وأغلب المهتمين بهذا الموضوع أكديميين وليسول مهنيين.
2.استخدام الإنجليزية كلغة لكتابة الكود البرمجي هذا يساعد على تواصل المبرمجين من أنحاء العالم ويؤدي إلى تبادل الخبرات وتطوير البرامج بشكالأسرع خاصة في البرامج مفتوحة المصدر.
3.إن الدافع لإنشاء لغة جديدة لا يجب أن يكون مجرد أن تكون عربية وتكون لغة ركيكة وضعفية كما في التجارب الحالية ولكن يجب أ ن تقدم شيئا جديدا فيما يتعلق بكفاء عمل هه اللغة من حيث استخدام الذاكرة والأمان والسرعة وغيرها.